قال الأمين العام لجمعية المستقبل للثقافة والدعوة والتعليم شيخنا سيدي الحاج، إن تعزيز أواصر الأخوة الراسخة ودعائم العمل الإسلامي المشترك بين المؤسسات الإسلامية في البلدان، يمثل ضرورة ملحة تفرضها التحديات الكبرى التي تواجه الأمة الإسلامية.
جاءت تصريحات ولد سيدي الحاج خلال رئاسته لوفد الجمعية المشارك في المؤتمر الرابع للتجمع الإسلامي السنغالي، المنعقد بدكار.
مناراتٌ دعوية:
وأوضح ولد سيدي الحاج، أهميةَ التعاون الأخوي بين جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم في موريتانيا والتجمع الإسلامي في السنغال، باعتبارهما منارات علمية ودعوية وفكرية، تسعى إلى ترسيخ قيم الإسلام السمحة في المجتمعات، والنهوض بها في كافة المجالات، وترسيخ علاقات الأخوة والمحبة والجوار، بناء على وشائج الدين والتاريخ والثقافة المشتركة.
العلاقات الأخوية؛
وأضاف الأمين العام للجمعية أن العلاقات بين موريتانيا والسنغال، تعد نموذجا للعلاقات الأخوية المبنية على الروابط الاجتماعية والدينية، والمصالح المشتركة، مشيرا إلى أن تعايش الشعبيْن في انسجام تاريخي، على ضفاف النهر، عززته روابط الإسلام، والعادات المشتركة، والتداخل اللغوي، والتشارك في أنماط العيش وأساليب الحياة.
تعزيز العلاقات:
ودعا ولد سيدي الحاج إلى تعزيز هذه العلاقات المتجذرة في أعماق التاريخ، والمتشابكة في الواقعين الاجتماعي والاقتصادي، بتطوير شامل يطال كافة المجالات. وطالب بشكل خاص بتفعيل التبادل الثقافي والأكاديمي بين المؤسسات الثقافية، لما له من أثر بالغ في تعميق الفهم المشترك وترسيخ القيم.
تقوية التعاون:
والتمس ولد سيدي الحاج ضرورة تقوية التعاون في مجالات الأمن، والتنمية الحدودية، وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع، وتفعيل المشاريع المشتركة في مجالات الغاز، والصيد، والزراعة، واستغلال مياه النهر.
مشاريع تعليمية:
كما أعرب الأمين العام عن استعداد جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم، التام لوضع مشاريع تعليمية رائدة، وصياغة بروتوكولات تعاون فاعلة، لتوطيد العلائق العلمية والتربوية والثقافية المشتركة بين الشعبين الموريتاني والسنغالي.
مسيرة الدعوة:
وشدد ولد سيدي الحاج على أن مسيرة الدعوة الإسلامية في القارة الأفريقية تواجه تحديات جمة، تتطلب من الجميع تضافر الجهود، واستشراف المستقبل برؤية واضحة وعزيمة صادقة.
تحديات دعوية:
وعدد ولد سيدي الحاج أبرز هذه التحديات والتي تتضمن مواجهة الغلو والتطرف؛ كانتشار الأفكار المتطرفة والغريبة وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على وحدة المجتمعات وأمنها واستقرارها، ما يتطلب تكثيف الجهود في نشر الفكر المستقيم، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، وتفنيد الشبهات بالحكمة والموعظة الحسنة.
الهوية والعولمة:
وتابع الأمين العام: تتضمن التحديات الحفاظ على الهوية الإسلامية في وجه العولمة الثقافية، كون التدفق الكبير للثقافات الوافدة يشكل خطرا كبيرا على الهوية الإسلامية، مما يتطلبُ العمل على تعزيز القيم الإسلامية في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام، وتقديم النماذج الإيجابية من التاريخ والثقافة العريقة.
مكافحة الفقر:
ونبه ولد سيدي الحاج إلى أنَّ التحديات تشمل تلبية الحاجات التنموية للمجتمعات المسلمة من خلال مكافحة الفقر والجهل والأمراض التي تشكل بيئة خصبة للتحديات المختلفة، حيث يتطلب ذلك الانخراط الفاعل في خدمة المجتمعات، والمساهمة في تحقيق التنمية.
تطوير وسائل الدعوة:
وتحدث ولد سيدي الحاج عن تطوير وسائل الدعوة واستخدام التقنيات الحديثة؛ إذ أن العالم يشهد تطورًا تكنولوجيًا سريعًا، ويتعين على الجميع الاستفادة من هذه التقنيات في نشر رسالة الإسلام السمحة بأكثر الطرق فعالية وجاذبية.
التنسيق الدعوي:
واستعرض ولد سيدي الحاج تحدي تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدعوية، مؤكدا أن العمل المشترك وتبادل الخبرات بين المؤسسات الدعوية في غرب إفريقيا يمثل قوة مضاعفة في مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة.
قضايا الأمة:
وأشار ولد سيدي الحاج إلى تحدي الاضطلاع بمسؤولية الدفاع عن قضايا المسلمين، وفي مقدمتها قضية الأسرى والمسرى، وإسماع صوت الحق في المحافل الوطنية والإقليمية.
المقترحات:
وقدم سيدي الحاج العديد من المقترحات لمجابهة تلك التحديات، والتي تتضمن إنشاء منصة إقليمية للدعاة والعلماء تهدف إلى تبادل الخبرات، وتنسيق الجهود، ووضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات المستجدة. كما دعا لإطلاق برامج تدريبية متخصصة للدعاة، تركز على تطوير مهاراتهم في التواصل والإقناع، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لمواجهة الأفكار المنحرفة، واستخدام التقنيات الحديثة في الدعوة.
تأسيس مراكز بحث:
وطالب سيدي الحاج بتأسيس مراكز بحثية للدراسات الإسلامية، تعنى بدراسة الواقع المعاصر وتحدياته، وتقديم حلول مستنيرة وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية، مقترحا في الآن ذاته إنتاج محتوى دعوي هادف ومبتكر، يتناسب مع مختلف الفئات العمرية والثقافية، باستخدام وسائل الإعلام المختلفة والمنصات الرقمية.
نشر الوعي الديني:
وتضمنت المقترحات تعزيز دور المؤسسات التعليمية في نشر الوعي الديني الصحيح، وتضمين المناهج الدراسية قيم التسامح والتعايش والسلام.
تفعيل دور المساجد:
كما شملت المقترحاتُ تفعيل دور المساجد كمنارات للعلم والتوجيه وتنظيم فعاليات دعوية وثقافية متنوعة تستجيب لحاجات المجتمع، ودعم المبادرات التنموية التي تخدم المجتمعات وتعزيز قيم العمل والتكافل الاجتماعي.